يُشكل افتتاح المتحف المصري الكبير حدثاً تاريخياً واقتصادياً فريداً من نوعه، ليس فقط على مستوى الثقافة والحضارة، بل كأحد أكبر الاستثمارات القومية التي تعزز تدفقات العملة الصعبة وتدعم الناتج المحلي الإجمالي لمصر...
فقد تجاوزت الإيرادات في أول يومين من الافتتاح 15 مليون جنيه، مع إقبال قياسي تجاوز 18 ألف زائر يومياً، في مشهد يعكس شغفاً عالمياً بالحضارة المصرية ورغبة متزايدة في استكشافها.عائدات مباشرة وغير مباشرة تتجاوز 2.5 مليار دولار سنوياً
تقديرات خبراء السياحة والاقتصاد تشير إلى أن العوائد المباشرة وغير المباشرة من المتحف خلال العام الأول من افتتاحه قد تتجاوز 2.5 مليار دولار، تشمل الإيرادات السياحية، وحركة الإنفاق التجاري في المناطق المحيطة، وزيادة معدلات الإشغال الفندقي في القاهرة والجيزة.
ويرى محللون أن المتحف سيجذب ما بين 3 إلى 8 ملايين زائر سنوياً، بإيرادات مباشرة متوقعة تصل إلى مليار دولار سنوياً، بخلاف الأثر الاقتصادي الممتد على القطاعات الخدمية، من النقل إلى السياحة الفندقية والمطاعم والمنتجات التراثية.
طفرة في أسعار الغرف الفندقية وتدفقات النقد الأجنبي
انعكست هذه الطفرة السياحية على ارتفاع متوسط أسعار الغرف الفندقية، إذ وصل السعر اليومي في القاهرة إلى نحو 1000 دولار وفي أسوان إلى 850 دولاراً، بعد أن كان لا يتجاوز 80 دولاراً في السابق، مما يعكس تحسناً كبيراً في جودة الخدمات ومستوى الطلب السياحي، وبالتالي زيادة ملحوظة في تدفقات النقد الأجنبي إلى البلاد.
مشروع استثماري بتمويل دولي ورؤية مستدامة
بلغت تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير نحو 1.2 مليار دولار، تم تمويل الجزء الأكبر منها عبر قرضين يابانيين بقيمة 800 مليون دولار بفائدة لا تتجاوز 1.5%. ويؤكد الخبراء أن هذه الكلفة تعد استثماراً طويل الأمد، إذ من المتوقع أن يستعيد المشروع قيمته خلال سنوات قليلة، خاصة مع الزيادة المستمرة في حركة السياحة العالمية المتجهة إلى مصر.
نمو قياسي في قطاع السياحة المصري
بحسب تصريحات وزير السياحة والآثار شريف فتحي، ارتفعت إيرادات السياحة المصرية بنسبة 20% خلال أول تسعة أشهر من عام 2025، لتسجل 13.6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 17.5 مليار دولار بنهاية العام، بدعم مباشر من افتتاح المتحف واستقبال أكثر من 18 مليون سائح بنهاية العام، تمهيداً للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030.
المتحف .. رمز للهوية وقوة مصر الناعمة
أثبتت التغطية الإعلامية العالمية للافتتاح أن المتحف المصري الكبير ليس مشروعاً معمارياً فحسب، بل يمثل منصة للدبلوماسية الثقافية والقوة الناعمة المصرية.
إنه صرح حضاري واقتصادي في آنٍ واحد، يفتح بوابة مصر لاستقبال ملايين الزوار سنوياً، ويعيد رسم خريطة السياحة العالمية من جديد، لتصبح القاهرة والجيزة مركزاً محورياً للسياحة الثقافية في القرن الحادي والعشرين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق