السبت، 18 أكتوبر 2025

فى تقرير العربية | فاروق حسني يكشف كواليس ميلاد المتحف المصري الكبير

 

في حوار خاص مع قناة العربية، تحدث الفنان فاروق حسنى، ووزير الثقافة المصري السابق عن فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير، وكيف وُلد هذا المشروع العملاق الذي يُعد اليوم من أكبر المتاحف في العالم، موضحًا أن الفكرة جاءت من "إحباط شخصي" تحوّل إلى "إلهام تاريخي" ...


البداية من الإحباط إلى الفكرة

يقول الفنان فاروق حسني إن فكرة المتحف الكبير لم تكن نتيجة تخطيط مسبق، بل جاءت مصادفةً بعد زياراته المتكررة لمتحف التحرير، حيث كان يخرج منه – بحسب تعبيره – "بصداع واكتئاب" بسبب ضيق المساحات وصعوبة تطوير المبنى التاريخي أو تحريك القطع الضخمة.

ويضيف: "كنت أرى أن المتحف بحاجة إلى بديل يليق بعظمة الحضارة المصرية، فبدأت أفكر في متحف ضخم يكون الاكبر في العالم."


الشرارة الأولى من باريس

يحكي "حسني" أن الفكرة تبلورت أثناء مأدبة غداء في معهد العالم العربي بباريس، حين سأله أحد الناشرين الإيطاليين عن "المخزن" الذي يُعرض فيه التراث المصري، قاصدًا متحف التحرير، وهو ما اعتبره حسني إهانةً رمزية.

ويتابع :"أجبته على الفور بأننا سنبني أكبر متحف في العالم، رغم أن الفكرة لم تكن مكتملة بعد. ومن هنا بدأ الحلم يتحول إلى مشروع."


الدعم الدولي والبداية الرسمية

بعد عودته إلى القاهرة، عرض وزير الثقافة فاروق حسني الفكرة على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك  الذي تردد في البداية بسبب التمويل. لكن الوزير أوضح أن "المشروعات العملاقة تجلب تمويلاً مختلفاً عن المشروعات الصغيرة"، وهو ما أقنع القيادة السياسية وقتذاك .

ويشير إلى أن إيطاليا كانت أول من أعدّ دراسة الجدوى للمشروع بتكلفة 4 ملايين دولار، تضمنت كل تفاصيل الموقع والبيئة والإنشاء. كما حصلت مصر لاحقًا على قرض ميسر من اليابان بقيمة 300 مليون دولار بفائدة منخفضة على مدى 20 عامًا.


المسابقة العالمية والتصميم

أطلق حسني "مسابقة عالمية" لاختيار تصميم المتحف، شارك فيها أكثر من 1550 مكتبًا معماريًا من مختلف دول العالم. وتم اختيار ثلاثة تصميمات وصلت إلى المرحلة النهائية، قبل أن يقع الاختيار على التصميم الفائز الذي حظي بإشراف لجان مشتركة من اليونسكو والجمعية المعمارية الدولية ووزارة الثقافة المصرية.

ويصف الوزير التصميم بأنه "تحدٍ معماري للأهرامات نفسها"، مشيرًا إلى أن المشروع وُصف عالميًا بأنه أكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين.


المعامل والمخازن والمعايير العالمية

أوضح حسني أن المشروع لم يقتصر على قاعات العرض، بل شمل إنشاء ثمانية معامل ترميم تُعد من الأحدث في العالم، إضافة إلى مخازن مجهزة وفق المعايير الدولية.

وأضاف: زارنا خبراء من اللوفر ومتروبوليتان وأشادوا بالمستوى العلمي والتقني لهذه المنشآت."


التحديات وتوقف المشروع المتحف

أكد الوزير أن المشروع واجه توقفًا كاملًا بعد أحداث 2011، كما حدث مع متحف الحضارة بالفسطاط، ما أدى إلى تأخير مراحل التنفيذ عدة سنوات، قبل أن يُستأنف العمل مجددًا.



رؤية ثقافية مستقبلية

ويرى الفنان فاروق حسني وزير الثقافة السابق أن المتحف الكبير يجب ألا يكون مجرد صرح للعرض، بل مركزًا عالميًا لدراسة المصريات يضم مكتبة علمية وقاعات محاضرات ومركز ترميم دولي.

وقال: "في مصر لدينا أكثر من 240 بعثة أثرية أجنبية سنويًا، يمكن أن تشكل نواة لمركز عالمي لتدريس علم المصريات من قلب القاهرة."


اختتم حسني حديثه بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أو مشروع ثقافي، بل ملحمة وطنية شارك فيها علماء ومهندسون ومبدعون مصريون جعلوا من حلم فردي مشروعًا حضاريًا عالميًا، سيُخلّد اسم مصر في سجل التراث الإنساني الحديث.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق