![]() |
| الأستاذ الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير |
الجيزة - أ.ق.ت - فادى لبيب : في مسيرة ملهمة تجمع بين العلم والإدارة والرؤية المستقبلية، يواصل الأستاذ الدكتور أحمد غنيم، كتابة فصل جديد من فصول التميز، بعد تعيينه في نهاية عام 2024 رئيسًا تنفيذيًا للمتحف المصري الكبير، أكبر متحف للآثار في العالم، والمقرر افتتاحه رسميًا في الأول من نوفمبر 2025، في حدث عالمي يترقبه الملايين باعتباره أحد أبرز إنجازات مصر الثقافية في العصر الحديث ...
بداية مشوار أكاديمي متفوق
تخرج الدكتور أحمد غنيم في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1992، وكان الأول على دفعته، ليُعين معيدًا بقسم الاقتصاد. حصل على درجة الماجستير في اقتصاديات التنمية من هولندا عام 1995، ثم نال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة إرلنجن نورمبرج بألمانيا عام 2000. وبعد عودته من بعثته، التحق بهيئة التدريس في الكلية، ليواصل مسيرته الأكاديمية المتميزة حتى حصل على درجة الأستاذية عام 2013، وتولى بعد ذلك رئاسة قسم الاقتصاد.
خبرة دولية ورؤية اقتصادية عالمية
امتدت مسيرة الدكتور غنيم إلى العمل الاستشاري في مؤسسات اقتصادية وتنموية مرموقة، إذ عمل مستشارًا اقتصاديًا للبنك الدولي، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنتدى البحوث الاقتصادية، وجامعة الدول العربية، فضلًا عن توليه مناصب استشارية لعدد من وزراء التجارة والصناعة في مصر، إلى جانب عمله مستشارًا ثقافيًا لمصر ورئيسًا للبعثة التعليمية في ألمانيا والنمسا.
هذه التجارب المتنوعة صقلت لديه رؤية شاملة تجمع بين التحليل الاقتصادي والإدارة الاستراتيجية والتخطيط طويل المدى، وهي المقومات التي أسهمت في نجاحه لاحقًا في إدارة أهم الصروح الثقافية المصرية.
من إدارة متحف الحضارة إلى المتحف المصري الكبير
في عام 2020، جاءت محطة فارقة في مسيرة الدكتور أحمد غنيم المهنية، حين صدر قرار بتعيينه رئيسًا تنفيذيًا لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، حيث استطاع خلال أربع سنوات أن يحول المتحف إلى مركز إشعاع ثقافي عالمي.
وخلال فترة رئاسته، شهد المتحف تنظيم فعاليات كبرى، كان أبرزها موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم، كما شهدت تلك الفترة تطورًا إداريًا وخدميًا واضحًا حظي بإشادة محلية ودولية.
وبعد هذا النجاح اللافت، جاء القرار في نهاية عام 2024 بتعيينه أول رئيس تنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، ليتولى إدارة هذا المشروع القومي العملاق الذي يمثل قوة مصر الناعمة في أبهى صورها.
تحديات المرحلة ورؤية المستقبل
في تصريحاته الأخيرة، أكد الدكتور أحمد غنيم أن المتحف المصري الكبير استقبل خلال فترة التشغيل التجريبي نحو ثمانية آلاف زائر يوميًا، متوقعًا أن يرتفع العدد إلى عشرين ألف زائر يوميًا عقب الافتتاح الرسمي.
وأشار إلى أن المتحف يمثل نموذجًا عالميًا يجمع بين العراقة والحداثة، إذ يضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية من تاريخ مصر الممتد، كما يعتمد على أحدث تقنيات العرض والتفاعل الرقمي، ويُدار وفق معايير الاستدامة البيئية ليكون أول متحف مصري حاصل على اعتماد الكربون المحايد.
نموذج يحتذى بهسر النجاح
وعن سر نجاحه كأستاذ اقتصاد في قيادة المتاحف القومية، يقول الدكتور أحمد غنيم:
"إن دراسة الاقتصاد بصفة عامة تخلق لدى دارسها أدوات الإدارة الرشيدة والقدرة على اتخاذ القرار في أي مؤسسة، بغض النظر عن نشاطها. كما أنني أؤمن دائمًا بأهمية التفكير خارج الصندوق، وفتح قنوات تواصل مع العاملين تتيح تنفيذ كل ما يحقق النجاح والكفاءة في الإدارة".
إن مسيرة الأستاذ الدكتور أحمد غنيم تجسد نموذجًا فريدًا في الجمع بين العلم والإدارة والإبداع، وتبرهن على أن التفوق الأكاديمي حين يقترن بالقيادة والرؤية يمكن أن يصنع إنجازًا يليق بمكانة مصر الحضارية والتاريخية.
ومن قاعات كلية الاقتصاد إلى أروقة أعظم متحف في العالم، يظل الدكتور أحمد غنيم مثالًا للعقل المصري المستنير الذي يجمع بين المعرفة والإرادة والقدرة على تحويل الرؤى إلى واقع يخلّد اسم مصر في ذاكرة الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق